لطلاب ماجستير الساميات في جامعة حلب 2010 - 2011
أهلاً بكم في هذا المنتدى الفاشل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

لطلاب ماجستير الساميات في جامعة حلب 2010 - 2011
أهلاً بكم في هذا المنتدى الفاشل
لطلاب ماجستير الساميات في جامعة حلب 2010 - 2011
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقالات في التاريخ السرياني 1

اذهب الى الأسفل

مقالات في التاريخ السرياني 1  Empty مقالات في التاريخ السرياني 1

مُساهمة من طرف محمد مرجى حريري الجمعة 24 ديسمبر 2010 - 18:15

مقالات في التاريخ السرياني
أعداد
المرحوم: الدكتور سامي نوح كرومي - فرنسا
ملاحظة: المقالات كلام منقول وليس من تاليف الدكتور سامي وبالتالي اذا طرح احدهم سؤالا حول امر ما يتعلق بما هو مكتوب فسوف لن يكون هناك من يجيب عليه على الاقل من طرف المعد.
السريان والسريانية
طرح العلماء والباحثين آراءً كثيرة حول تأصيل معنى السريان والسريانية:
_ ذهب البعض بتأويلات معقدة مرتبكة كالذين قالوا بأنها مشتق من كورش ملك الفرس.
/ والكنيسة السريانية تربأ أن تنتسب إلى العنصر الفارسي /.
_ وسعى آخرون وقالوا أنهامتأتية من آثور وهذا أيضاً وارد.
- ويقول مؤرخوا السريان وعلمائهم ومنهم مار ديونيسيوس بعقوب ابن الصليبي والمؤرخ الكبيرمار ميخائيل بأنها متأتية من سورس الملك كنسبة إليه الذي ظهر قبيل النبي موسى وهو من الجنس الآرامي وقد أستولى على بلاد سوريا وما بين النهرين وبأسمه سميت هذه البلاد سوريا وأهلها سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين وكذلك سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس أخي سورس.
كان السريان قديماً قبل المسيح يسمون آراميين نسبةً إلى آرام الأبن الخامس لسام بن نوح الجد الأعلى لجميع الشعوب السامية.
وقد دخل أسم سورية وسوريين وسريان الآرامية قبل المسيح بشكل واضح في عهد السلوقيين الأغريق وعلى وجه التدقيق بعد ظهور الترجمة السبعينية للعهد القديم التي أستخرجت من العبرانية إلى اليونانية عام 280 ق. م حيث أن المترجمين ترجموا لفظة آرام بسورية كبديل لها أو مرادف وأخذ يغلب الأسم السوري على الآرامي شيأً فشيأً.
كما أن الترجمتين اليونانية واللاتينية جعلتا بدلاً منه أسم يوناني.
وإن الكتاب المقدس أثبت لفظ سوريا بالألف ونقله العرب عن السريان لا عن اليونان فقالوا سوريا ولم يكتبوا سيريا أو آثوريا أو آشوريا أو صوريا كأنه منسوب إلى سيري أو آثور.
كان هذا كله من حيث تأصيل اللفظة وإشتقاقها أما من حيث الشمولية فيراد بالكنيسة السريانية الكنائس السريانية الطقس واللغة.
كل السريان الذين تقبلوا دعوة الإنجيل في ولاية الكرسي الأنطاكي وكانت الكنيسة السريانية هذه تشمل على قسمين شرقية وغربية وهي تقسيمات جغرافية فالشرقية كانت تحت حكم الفرس وكانت مشتملة على بلاد الجزيرة أو بلاد ما بين النهرين والعراق ويسمى أهلها بالسريان المشارقة وكان مركزها الديني أولاً المدائن حتى أواخر القرن الخامس وفي هذا القرن لما أعلن نسطور بطريرك القسطنطينية 428 م تعليمه المخالف لعقيدة الكنيسة الجامعة أنفصل عنها وأتباعه وأستقلوا بذاتهم وأستحدثوا لهم مركز رئاسة خاصة في المدائن ثم نقل إلى بغداد عام 762 م ومنهم تفرع الكلدان الكاثوليك سنة 1553 وسميت بطريركيتهم ببطركية بابل عام 1713 م.
أما الغربية: فكانت تحت حكم الروم ومشتملة على البلاد الواقعة غربي الفرات وهي سوريا وفلسطين ولآسيا الصغرى وبلاد الشام وأهلها يعرفون بالسريان المغاربة ويرأسها بطريرك أنطاكية مباشرة وهذه أيضاً بحكم الزمان والأحداث السياسية والمكانية والمذهبية تفرعت عن 415 م وعلى أثر إنعقاد المجمع الخلقيدوني إلى القائلين بالطبيعتين إلى السريان الأرثوذكس الباقين على عقيدتهم بالطبيعة الواحد وإلى المنضمين إلى الروم الخلقدونيين فأطلق عليهم في النصف الثاني من القرن الخامس أخوانهم السريان الأرثوذكس بلغتهم السريانية أسم الملكيون أو الملكانيون أو الملكانيون جمع ملكي وذلك لأنهم تركوا إيمانهم وإيمان الآباء الأجداد السريان وقالوا بمقالة مرقيان ملك الروم كما سموهم أيضاً روماً نسبةً إلى الدولة الرومانية التي كانت تأخذ بالعقيدة الخلقيدونية وسموهم أيضاً يونان نسبة إلى سكان القسطنطينية عاصمة الدولة التي كان أهلها يتكلمون باليونانية وهكذا أيضاً تفرع عن السريان الروم الأرثوذكس وعنهم تفرع الموارنة في القرن السابع والروم الكاثوليك عام 1724 م.
وتفرع عن السريان الأرثوذكس في أواسط القرن السابع عشر السريان الكاثوليك وبهذه تصبح الكنيسة السريانية اليوم تشمل على سبع كنائس وحسب الترتيب هي:
1- السريانية الأرثوذكسية الأم.
2- النسطورية.
3- الكلدانية.
4- الروم الأرثوذكس.
5 - الموارنة.
6- الروم الكاثوليك.
7- السريان الكاثوليك.
السير التاريخي لشعبنا من قبل الميلاد حتى قدوم الاسلام
الآن بعد ذكر هذه النظريات نتابع السير التاريخي لشعبنا من قبل الميلاد وحتى الآن.
لن أتكلم عن الشعب أثناء الإمبراطورية الآشورية ونزاعاتها مع الممالك الآرامية وهزيمة الممالك الآرامية وإندماجها مع الأمبراطورية لأن الحديث عنها يطول كثيراً لكن سنتكلم بعد سقوط بابل عام / 539 / ق.م حيث سقطت السلطة في عهد نابونيد على يد كهنة بابل والحاخام اليهودي في السبي البابلي بعد تعاون هؤلاء مع كورش الفارسي.
ولم ينتهي التأثير الحضاري للآشوريين والبابليين بسقوط آخر سلطة لهم بل أستمر دورهم وتأثيرهم الحضاري فكرياً ولغوياً وادارياً وعسكرياً في السلطة الفارسية والفرثية والساسانية واليونانية والرومانية والعربية.
ويعتبر التراث الحضاري والفكري والإنساني الذي خلفه سكان الرافدين عبر عصر سلطتهم من أروع ما خلفته الإنسانية وحتى أن التوراة قد أخذت قسماً كبيراًمن تراث الرافدين , فقصة الخليفة آدم وحواء وطوفان نوح وأيوب الصديق كلها ملاحم أخذت من الأدب السومري البابلي.
و قد حوت مكتبة آشور بانيبال وحدها ما يقارب من / 120 / ألف رقيم تشمل كافة صنوف التراث الفكري والأدبي والتاريخي.
كما تعتبر شريعة حمورابي ركيزة الشراثع الأساسية في العالم ونرى حمورابي يقول في مقدمة شريعته:
(ناداني ان وانليل من أجل الشعب ورخائه باسم حمورابي " الأمير الذي يخاف الله" وأمرني أن أقيم العدل في الأرض وأن اقتلع جذور الشروالأشرار حتىلا يضطهد القوي الضعيف).
و تتكون شريعة حمورابي من / 282 / مادة (شريعة حمورابي- مجموعة من المؤلفين- ترجمة أسامة- سراس طبعة 1988) , وتشمل جميع مناحي الحياة الإجتماعية في ذلك العصر , ويعتبر سقوط بابل عام /539 / ق. م آخر سلطة سياسية حكمت من سكان بلاد الرافدين بشكل مستقل تماماً , وقد قامت عدة ثورات في بابل لاستعادة السلطة والتخلص من الإستعمار الفارسي منها ثورة / 522-521 / ق. م بقيادة نبوخذ نصر الثالث إلا أن دارا الأول قمعها بعنف وقسوة , كما قامت ثورة أخرى عام / 482 / ق.م بزعامة بيل شماني واستقلت لفترة شهرين تقريباً ثم تلا ذلك الحكم اليوناني عام / 332 / ق. م عندما هزم الأسكندر المكدوني دارافي موقعة كوكميل قرب اربيل , وقد اطلق اليونان تسمية على سكان بلاد الرافدين اقتداء بالتسمية الحضارية الآشورية التي كانت أخبارها معروفة لدى اليونان حيث أصبحت تسميتهم الرسمية في عهد الساسانيين خلفاء الأسكندر أيضاً , وذلك لكون حرف الشين لم يكن موجوداً لدى اليونان وحرف الشين في اللغات الأوروبية الحديثة مكون من حرفين, وقد سمى سكان الرافدين أنفسهم سريايا باللهجة الشرقية وسريويه اللهجة الغربية, كما عرفت اللغة أيضاً بهذه التسمية , فعرفت بالسريانية بدلاً من الآرامية نسبة إلى تسمية السكان , حيث أصبح سكان بلاد الرافدين بكاملهم يعرفون بالسريان (سكان بابل وآشور وطورعبدين وانطاكية والرها وماردين وبرية نصيبين) نسبة إلى تسمية اسيريانالتي أطلقت في العهد اليوناني واستمرت فيما بعد , ثم تلا الحكم الفرثي حيث قامت أيضاًثورة في بابل عام / 127 / ق.م وبقيت مدينة بابل عامرة بعدئذ حيث زارها تاراجان ملك الروم عام / 115 / م وقد هجرت نهائياً عام /199/ م , ثم تلاه الحكم الفارسي حتى مجئ الرومان.
عندها أنقسمت بلاد الرافدين إلى قسمين: قسم تحت سلطة الأمبراطورية الفارسية وهم السريان في شرق نصيبين , وقسم آخر تحت سلطة الأمبراطورية الرومانية وهم السريان في غرب نصيبين حيث كانت نصيبين دوماً حداً فاصلاً تقريباً بين الأستعمارين الفارسي والروماني , كما ظهرت خلال هذه الفترة من عام /132/ق. م عدة سلالات حاكمة في الرها أستمرت لغاية /243/م وذلك عندما أخضعها الرومان نهائياً (الرها المدينة المباركة _ ج. ب سيغال ص 21).
وقد عانى السريان الأمرين تحت حكم الفرس والروم وبما أنهم عجزوا عن إعادة سلتطهم السياسية الموحدة ,لذا عندما جاءت المسيحية كدعوة دينية انسانية تنادي برفع الظلم عن الفقراء , آمن بها جميع السريان ورأوا فيها أسلوباً للاحتجاج ضد الظلام ووسيلة لتحقيق وحدتهم حتى وإن كانت بقيادة دينية , وهكذا توحد أبناء الأمة من جديد تحت قيادة واحدة /سلطة الكنيسة السريانية / وقد حاولت الكنيسة الغربية ممارسة الظلم والأضطهاد ضد اتباع الكنيسة السريانية بحجج وتحت تسميات دينية مختلفة , إلا أن مخاوف الرومان ازدادت بعد أن وصل نسطوريوس إلى سدة الكرسي البطريركي في القسطنطينية , وهو سرياني من سكان مرجانيقي (مرعش).
وبالأخص فإن المسيحية كانت قد أصبحت دين الدولة الرومانية , والأمبراطور الروماني حامي الدين المسيحي فتخوف الرومان من تكتل السريان , رجال دين وعلمانيةً , وتعصبهم وتشكيل قوة في المستقبل قد تتحول الى قوة عسكرية تؤدي الى أنشاء سلطة قوية تحرر بلاد الرافدين من سلطة الرومان , لذا لجأت السلطة الرومانية إلى أستغلال الأفكار التي طرحها نسطور والمتعلقة بالعذراء مريم بأنها ليست والدة الاله , وبعض التفسيرات الأخرى لنصوص الانجيل واستغلال ذلك في تحقيق واقع ومكاسب سياسية معينة من خلال تغيير الواقع الاجتماعي وخاق شرخ عميق بين الشعب السرياني وبالأخص فإنها أدركت أن القيادة الدينية هي التي أعادت الوحدة الى السريان ولا يمكن تمزيق شملها إلا من خلال السلطة الدينية نفسها , فأصُر الأمبراطور الروماني في المجمع الذي انعقد عام 431م ليس فقط على طرد نسطور بل على أضطهاد وملاحقة وتعذيب اتباعه في الرها وأنطاكية ونصيبين وطور عبدين حتى اضطر أغلبهم للهروب إلى فارس , الدولة المعادية للرومان , فقبلهم فيروز الفارسي ووجد فيهم خير وسيلة كأعوان ضد السلطة الرومانية , فاستغلت كل من السلطتين الفارسية والرومانية هذه الناحية لاضطهاد قسم من الشعب السرياني ولزيادة الحقد فيما بينهم فكانت السلطة الرومانية تستغل بعض رجال الدين من أتباعها لكشف السريان النساطرة (الشرقيين)
لديها لاضطهادهم وتعذيبهم وكذلك كانت تفعل السلطة الفارسية بالسريان في الجانب الفارسي فقد كان رجال الدين النساطرة يكشفون المؤمنين من اتباع المذهب الغربي للسلطة الفارسية لتعذيبهم (تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية _ الجزء الثاني _ اغناطيوس يعقوب الثالث _ص 237).
وهكذا عانى السريان من نارين: نار الاضطهاد الروماني ونار الاضطهاد الفارسي. وانقسموا إلى مذهبين دينيين رئيسيين , (مذهب السريان الشرقيين ومذهب السريان الغربيين)إلىنساطرة أشوريين وسريان أرثوذكس. فبالاضافة إلى الاضطهاد تلهى السريان بمذهبهم وبصراعات مذهبية دينية فكرية فانتجوا أدباً لاهوتياً فلسفياًرائعاً يعتبر من أروع ما أنتجته مفكرة إنسان في ذلك العصر، وقد ظل السريان على هذه الحال حتى قدوم الإسلام في بداية القرن السابع الميلادي.
السريان بعد قدوم الإسلام
وقد ظل السريان على هذه الحال حتى قدوم الإسلام في بداية القرن السابع الميلادي فاستبشر السريان خيراً في البداية وبالأخص النساطرة،فقد عقدوا اتفاقات سلام وتفاهم مع الخلفاء الراشدين وبالأخص عمر بن الخطاب فإيشوعيهيب الثاني الجذلاني بطريرك النساطرة في بابل كان قد زار الأمير عمر في الجزيرة وأخذوا منه عهوداً بالأمان إذا ما فتح العرب المسلمون بلاد السريان (بابل وما يتبعها) ويقال حتى أنه جرت مراسلات ما بينه وبين الرسول العربي (الجامعة السريانية السنة الثانية العدد الثالث) وقد لعب إيشو عيهيب الثاني دوراً هاماً في المباحثات بين العرب وسكان بابل وقد فتحت بابل صلحاً بدون حرب وكذلك رأس العين وطور عبدين فقد فتحت صلحاً في عهد القائد العربي عياض بن غنم (تاريخ دير مار كبرئيل المطران يوحنا دولباني ص58) وحرروا عقوداً بينهم وبين السلطات الدينية للكنيسة السريانية الأرثوذكسية والنسطورية يتعهد العرب المسلمون بموجبها بحماية ديار السريانية الأرثوذكسية والنسطورية يتعهد العرب المسلمون بموجبها بحماية ديار السريان والسماح لهم بممارسة حقوقهم الدينية والثقافية وبناء دور العبادة وإعطائهم حريتهم الاجتماعية لقاء دفع جذية سنوية معينة.
وقد أستمر الحال على هذا الوضع فترة من الزمن، وكان السريان خلالها الشعلةالوضاءة التى انارت الشرق فبنوا وحافظوا على التراث العالمي عبر الزمن بعلومهم وثقافتهم وتراثهم حتى في العصر الإسلامي (حتى أواسط العصر العباسي) وبداية دخول التتر والمغول بلاد الرافدين فكانت مدارسهم في انطاكية والرها وقنثرين وجنديسابور ونصيبين تعتبر من أهم المعاهد الثقافية والعلمية والفكرية في العالم ومن خلالها تم ترجمة ونقل الثقافة العالمية اليونانية والفارسية والسريانية إلى العربية واستمرت في عطائها حتى نهاية القرن الثالث عشر تقريباً حيث بدأ يخفت نورها، وبعد أن دمرت معظمها.
إلا أن الأمور تغيرت فيما بعد فقد مارس بعض الخلفاء الأمويين والعباسيين اضطهاداً دينياً وأجتماعياً وأقتصادياً على السريان بمذهبيهم (شرقيين وغربيين)، وبالأخص في عهد أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي، ونتيجة لهذه المضايقات أسلم قسم كبير من السريان هروباً من الظلم الاجتماعي والاقتصادي كما عانى السريان من مذابح رهيبة في عهد الاستعمار المغولي وما بعد (تاريخ الزمان غريغوريوس ابن العبري ص282).
فقد دمرت الدساكر والقرى وابيد عشرات الألاف من السريان إبان الغزو الصليبي أيضاً،كما عانى السريان من أكثر من سبعة مذابح كبرى منذ بداية الحكم العثماني وحتى بداية الحرب العالمية الأولى(تاريخ طور عبدين اغناطيو أفرام برصوم الأول ص 358 370). وكان أعنفها وأقساها مذابح 1914 1919ميلادية حيث ذهب خلالها أكثر من (300) ألف شهيد (الوثيقة التي وجهتها اللجنة الوطنية الآشورية لعصبة الأمم المتحدة عام 1919 ميلادية).
ولن ننسى الدور الكبير للأستعمار الأوروبي في أضطهاد السريان منذ بداية ارسالياته التبشيرية عام 1550 ميلادية. فقد استغلت الحكومات الأوربية ضعف السلطة العثمانية فيما بعد لتحقيق مكاسب أقتصادية وسياسية في الشرق بحجة حماية رعاياها المسيحيين وذلك بعد أن حصلت من الحكومة العثمانية على فرمانات تعطيها الحق في نشر مذاهبها الدينية بين المسيحيين من رعايا الدولة العثمانية , وهكذا حدثت انقسامات مذهبية جديدة بين السريان.
فقد اعتنق قسم من السريان النساطرة المذهب الكاثوليكي في القرن الثامن عشر الميلادي وبالأخص في سهول بابل ولقبوا أنفسهم بالكلدان , تمييزاً لهم عن النساطرة , كما استطاعت الارساليات الانجيلية التبشيرية البريطانية والأمريكية تحقق مكاسب مذهبية لها من اتباع الكنيسة البروتستانية والكاثوليكية بين السريان , فنشأ السريان الكاثوليك والسريان الأنجيليين وكانت الحكومات الأوروبية تستخدم حق حماية اتباع مذهبها حجةً للتدخل في الشؤون الداخلية للسلطة العثمانية المسلمة الضعيفة وهكذا , وبكل سهولة تخلت الحكومة العثمانية المسلمة عن واجبها الأنساني في حماية رعاياها المسيحيين وأوكلت هذه المهمة (بل تنازلت عن هذه الواجب) لفئات أجنبية لقاء أمتيازات ومكاسب خاصة حصلت عليها من هذه الفئات دون استشارة رعاياها المسيحيين وأخذ رأيهم بهذه الوصاية المفروضة عنوة متناسبة أن هؤلاء الرعايا هم جزء من مجتمع الوطن عانوا وذاقوا كل أشكال الهيمنة الخارجية , وكانوا دوماً مع مصلحة وطنهم وابناء مجتمعهم ضد أي غزو أجنبي مهما كان نوعه , وتاريخها العريق خير شاهد على ذلك. وهكذا سمحت الحكومات المحلية المسلمة باهانة كرامة هؤلاء , من قبل الأجنبي بحجة حق نشر مذاهبها الدينية بين المسيحيين , معتبرةً نفسها غير مسؤولة عن الجانب المسيحي من رعاياها , وهكذا سلبت ارادة السريان وفرضت عليهم حق الحماية الخارجية ,كما فرض عليهم الشعور بالغربة ضمن وطنهم , بينما كان هدف الفئات الأجنبية هو أستخدام ذلك وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وأقتصادية على حساب الشعب بحجة هذه المذاهب , بينما كانت الحكومات المحلية تتحين الفرص بين فترة وأخرى للأنتقام من رعاياها المسيحيين بحجة التخلص من التدخل الأجنبي الخارجي , متناسية أنها قد خانت واجبها الوطني وخانت رعاياها وباعتهم لقاء مكاسب اقتصادية وان ضعفها وانحلالها كان سبباً رئيسياً
في هذا التدخل وهي التي أعطت هذه الحجة للأستعمار وبالتالي فهي التي تستحق العقاب بينما كانت الحكومات الأوروبية تدعم الأرساليات التبشيرية بالضغط على السريان الشرقيين والغربيين لقبول مذاهبها وكانت تلجأ في كثير من الأحيان إلى أستخدام بعض زعماء السكان المحليين من بيكاوات الأتراك والأكراد والأيرانيين للضغط على السريان واضطهادهم باسم الدين حتى ياجأوا إلى هذه الارساليات هروباًمن الأضطهاد والموت فتتلفقهم هذه الارساليات
وتفرض عليهم الحماية بشرط الانتماء إلى مذهبها الديني (تاريخ الاشوريين - ل. ما تفيف
الجزء الأول). وأن الحكومة العثمانية كانت تستغل دوماً وحدة الدين فيما بينها وبين رعاياها المسلمين الأتراك والأكراد لاضطهاد وقتل السريان بحجة محاربة الكفر والألحاد والحصول على الثواب في الجنة وكان طرح مثل هذه الأفكار يلقى آذاناً صاغية من بعض الجماهير المسلمة الفقيرة وذلك بسب التخلف والجهل والفقر الذي كان مطبقاً بحق على هذه الجماهير أيضاً وهي في الأغلب كانت مغلوبة على أمرها وتسير وفق أرادة البيكوات والزعماء الأكراد والأتراك , وقد كانت أغلب هذه الزعامات تسير في فلك الحكومات العثمانية وكانت ضد شعوبها أيضاً وإن أبشع أساليب وطرق الاستغلال هي التي اتبعتها الحكومة العثمانية مع بعض الزعامات الكردية في الحرب العالمية الأولى وهذه بدورها استغلت جهل شعوبها في محاولة ابادة السريان والأرمن فكان من نتيجة ذلك استشهاد 300ألف سرياني ومليون أرمني ما بين عامي 1914-1919 ميلادية ,فكانت تباد قوافل بعشرات الألاف من الأطفال والشيوخ والنساء دون رحمة (القصارى في نكبنات النصارى. بقلم شاهد عيان _ طبعة 1919ص 182).
اللغة السريانية
اللغة السريانية: هي إحدى اللغات السامية القديمة وتسمى بالأرامية أيضاً وقد أحرزت من الأنتشار الهائل ما لم تفز به أي لغة في العالم من فجر التاريخ وحتى اليوم إلا اللغة الانكليزية في هذا العهد. وقد كانت لغة أهالي سورية وما بين النهرين وامتدت إلى الجزيرة العربية ومصر. وأضحت يوماً ما اللغة الرسمية في دولتي أشور وبابل بعد اضمحلال لغتها الأكادية القديمة وذلك في نهاية القرن السابع قبل الميلاد / سقوط المملكة الأشورية / كما أضحت لغة الدولة الفارسية منذ عهد ارطحششت ولغة اليهود الدارجة في فلسطين بعد الجلاء البابلي أعني منذ القرن السادس قبل الميلاد ولذلك دعيت أيضاً بالكلدانية والعبرية وامتدت أيضاً إلى ايران والى المناطق المجاورة لها إلى أن كان رجال الدين اليهودي يستخدمونها في مواعظهم الدينية في مناطق الحدود الايرانية الهندية وبلغت بلاد الصين بعد الميلاد بواسطةالرهبان والنساطرة.وكانت في هذا كله لغة الأدب والعلم والسياسة والتجارة.
وتميزت بكونها لغة مقدسة حيث تكلم بها السيد المسيح وأمه ورسله وبها نزل جانب من الكتاب المقدس.
منذ القرن السادس قبل الميلاد وتشعبت إلى لهجات عديدة وأهمها اطلاقاً وأفصحها لهجتان:
1- اللهجة الرهوية المسيحية التي بها كتب علماء الكنيسة السريانية الارثوذكسية ادبهم وعلمهم وهي اليوم لهجة السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والموارنة.
2- واللهجة الثانية هي اللهجة الشرقية وهي لهجة الكلدان والنساطرة / آشورية وكلدان /
النتيجة:
- امتداد اللغة المحكية إلى مصر وشبه الجزيرة العربية وأيران وبلاد ما بين النهرين وبلغت الصين والهند.
- اللهجات السريانية:1- غربية / سريان أرثوذكس /
2- شرقية / آشورية وكلدان /.
الأدب السرياني
الأدب السرياني من أغنى آداب اللغات السامية وأشهرها. نشأ في ما بين النهرين مهد الحضارة قبل المسيح بأحقاب متطاولة وعاش الى أوائل القرن الرابع عشر الميلادي. إلا أن حياته بعد الفتح الأسلامي كانت ضعيفة وهو يقسم الى عصرين مهمين:
1- العصر الوثني
2- العصر المسيحي.
فالعصر الوثني لم يخلق لنا آثاراً تذكر لأن السريان الأقدمين أبادوا مؤلفات أجدادهم لما أعتنقوا المسيحية ولهذا لايعرف عن أدب هذا العصر إلا القليل.*
وكل ما اتصل بنا من الأدب السرياني هو من المدرسة المسيحية لا الوثنية , أما العصر المسيحي فقد خلف آثاراً قيمة في سائر أنواع العلوم ويمتاز أدب هذا العصر بكونه أدباً مسيحياً
نشأ وارتقى متأثراً بالمسيحية مديناً لها بالصبغة الدينية. لأن مجموعة الكتابات التي بقيت لنا منه يكاد مؤلفوها يكونون بلا استثناء من الكهنة أو الرهبان. أو من علماء اللاهوت الذين تخرجوا من مدارس الديورة.
ومع تنمي الأدب السرياني وشهرته لم يجتهد السريان على دراسة هذا الأد ب ومفاتنه ولم يصنعوا كتباً في هذا المجال إلا النذير منه.
هذا بينما نرى الغربيين قد قدروا ما لهذه الأدبية من الأهمية فاقبلوا على دراسة اللغة السريانية وعمدوا إلى نشر كنوزها الأدبية بعد نقلها إلى لغاتهم المختلفة وتفرغ جماعة من كبراء علمائهم المستشرقين الأعلام لتمحيص هذا الأدب ودرسه درساً وافياً وأشهرهم:
لمرحوم وليم رين المستشرق الانكليزي وروباتس دوفال المستشرق الفرنسي والدكتور أنطون باومشترك المستشرق الألماني. وقد وضع كل من هؤلاء مؤلفاً ثميناً بلغته في تاريخ الأدب السرياني على نسق عصري حديث مبوب أحسن تبويب.
وهناك عدد كبير من المستشرقين عدا من ذكرنا ممن كتبوا حول هذا الأدب أو نشروا شيئاًمن آثاره أو نقلوا إلى لغاتهم بعض مؤلفاته كما تقدم معنا القول في أعلاه. ويضيف بنا المقام إن حاولنا سرد اسمائهم فقد ذكر البطريرك مار افرام برصوم في كتاب اللؤلؤ المنثور اسماء أكثر من مئة مستشرق عني بالسريان.
------------------------------------------------
*تأليف الأب العلامة شابو:وتعريب الأستاذ أنطون شكري لورانس. نشرت في مجلة الحكمة عام 1930
*إن السريان كانوا معروفين بالتعصب لمسيحيتهم: نذكر كنيسة(جماعة) مرقيوس.الذين أبيدوا عن بكرت أبيهم أثناء محاولة قسطنتين فرض تعاليم جديدة عليهم لأنهم رفضوا بشدة.وكذلك فقد أحرقت العديد من كتب مارأفرام السرياني لأنهم وجدوا قسماً منها مخالفاً لتعاليم المسيحية مثل كتاب التكامل المسيحي في الأنجيل وتفسير الأنجيل الجامع.
وهذه الدراسة التي أخذناها مأخوذة من مؤلفات المستشرق الفرنسي العلامة يوحنا شاتري. *ومما يجب الاشارة إليه اننا مع اعترافنا الصريح بفضل طبقة المستشرقين على آداب لغتنا السريانية بما نشروه من الأبحاث المستوفية عنها لابد من التصريح أن المدققين لا يطمئنون كثيراً إلى ما يكتبه هؤلاء المستشرقون لأن تعمقهم في الأبحاث كثيراً ما يستدرجهم إلى أراء ضعيفة ومذاهب غربية زد على هذا أن ضعف بعضهم في اللغة السريانية وبعدها عن مواطنهم وجهلهم لكثير من مخطوطاتها واعتمادهم في بعض الأحيان على مصادر مشوشة لايوثق بها وتعصب فريق منهم إلى المذهب الذي ينتمي إليه.
كل هذه الأسباب توقعهم أحياناً في أغلاط لايصح السكوت عنها، فمن الأخطاء الشائعة التي قد تصادف أيا" منكم نعت كنيستنا السريانية الأرثوذكسية في أغلب كتاباتهم باليعقوبية لاستقائهم من مصادر تعمدت تلقيبنا بهذا القب زوراً.
(يقول مؤسس الحركة البروتستانتية الإصلاحية جان وسلي: لكي نفهم روحانية المسيحية الأولى علينا أن ندرس مؤلفات غوغورث النيسي _ أوغوسطينوس _ وطبعا" مار أفرام السرياني).
العصر الذهبي للسريان
العصر الذهبي للسريان: من القرن السابع حتى التاسع.ومن القرن 12حتى13 ويعتبر ابن
العبري /86 12/ آخر مشاهير السريان الذي يعتبر / دائرة معارف الشرق /.
1/_ مدارس السريان ومشاهيرجهابذتهم في العصر الذهبي:
ا_ مدرسة قطسون أو المدائن. ب_ مدرسة الرها. ج_ مدرسة نصيبين.
د_ مدارس إنطاكية. ه_ مدرسة قنسرين. و_ مدرسة رأس العين.
ز_ مدرسة قرتمين. ح_مدرسة دير برصوما بملطية. ط_مدرسة دير البارد.
2/_ انتشار عقيدة السريان في شتى الشعوب والأقطار:
1_ السريان والأقباط.
2_ السريان والأحباش.
3_ السريان والأرمن.
4_ السريان والعرب
5_ السريان والفرس.
6_ السريان والخلفاء المسلمون والنهضة العلمية العربية.
7_ السريان وقياصرة الروم.
8_ السريان وملوك الصليبيين.
9_ السريان وملوك السلجوقيين والتتر.
10_السريان والملوك الأرتقيون وملوك الكرج.
3/- بعض ذخائر السريان وكنوزهم الثمينة في العصر الذهبي.
أ_ أقدم أثر نصراني كتب بالسريانية: رسالة ابجر الخامس ملك الرها وجواب المسيح له.
ب_ منديل السيد المسيح.
ج_ ذخائر كنيسة مار يوحنا الكبرى بالرها.
د_ مائدة مذبح من الفضة في كنيسة الرها العتيقة.
ه_ كنوز ايونيس الرصا في الرها.
و_ ذخائر كنيسة ميا فرقين.
ز_ تبعثر ذخائر السريان وكنوزهم القديمة.
حضارة السريان / الترجمة للعربية وأثر السريان في الحضارة العالمية/
((أمسك المسيحيون السوريون بشعلة الحضارة اليونانية وأسلموها للعرب , وأخترق بها هؤلاء أفريقيا إلى اسبانية)) ديورانت.
((للسريان الفضل في يقظة العرب عامة ونهضتهم الفكرية في بغداد زمن العباسيين ما لم يكن مثله لأمة واحدة سواهم تلك النهضة التي تحدت ولا تزال مفخرة العصر الأسلامي القديم)) فيليب حتي.
((حمل الكتاب السريان بأيديهم مصابيح الفكر الأغريقي إلى العرب فنقل بعد ذلك الى أوربا في القرون الوسطى)) وليم رايت.
((إن تاريخ الفلسفة ليذكر هؤلاء المترجمين بالتجلة والتبجيل لما كان منهم من دقة في الترجمة وأمانة في النقل وما استفادته اللغة العربية من هذه الكتب المترجمة فقد وثبت بفضل هذه الحركة الوثبية الثانية بعض النهضة الأولى التي نهضها نزول القرآن)) وأيضا (كان لتلك الحركة اجر عظيم في إعداد العرب لأن يمثلو دورا هاما جداً في تاريخ العالم) محمد عطية الأبرشي.
وقد اخبر ابن خلدون من شأن هذه النهضة وعزا إليها اليقظة الإسلامية الكبرى.
واعتبرها ديورانت بمثابة النهضة الأوربية التي اعفيت القرون الوسطى.(لم يدع السريان كتابا في الحكمة إلا عربوه ولا سيما مؤلفات من اللغة اليونانية لأنهم كانوا قد تعلموها وانقنوها غاية الإتقان من القرن الرابع للميلاد وادخلوا تدريسها في مدارسهم فلخصوا وهذبوا وزادوا وبوبوا واصلحوا والقوا) كتاب ظهر الإسلام. ص88_89.
يقول الكندي (فقد كان السريان لنا سبلا مؤدية إلى علم كثير فأنهم لو لم يكونوا لم يجتمع لنا هذه الأوائل الحقية) رسائل الكندي الفلسفية.ص 102.
ويقول الفارابي (بهذا يمكننا أن نقول أن السريان هم الذين علموا المسلمين الفلسفة أولا.
وهم الذين ترجموها لهم ثانيا لهذا تأثر المسلمون بالفلسفة التي كان يعرفها هؤلاء السريان) تاريخ الفرق الإسلامية ونشأة علوم الكلام عند المسلمين ص 139.
اثر السريانية في العربية أكتمل بجوانب أهمها:
1_تعلمها: حيث يردي السيرة النبوية كيف كان يطلب الرسول من الصحابة تعلم السريانية (فجر الإسلام ص 142).
2_ الألفاظ: استعارت العربية من الألفاظ السريانية التعبير عن بعض الأفكار والمواد.(لغة العرب كيف تنهض بها حول
3_ الأرقام: أقتبسها العرب الأرقام الهندية والسريانية. (مجلة المشرق البيروتية.ص14. نقلاً عن المستشرقون.
4_ الكتابة والخط: اقتبس العرب في القرن الأول قبل الإسلام من الخط السرياني الأسطر نجيلي ابجدية وخطها الذي عرف بالكوفي فاستعمل في كتابة القرآن. عن الأداب السامية ص 197
وقال المطران بولس بهنام (لا شك أن العرب أخذوا خطهم الذي نراه اليوم من الخط النبطي الآرامي وأن الخط العربي الكوفي ليس إلا نمطا" من أنماط فن كتابة الخط السرياني).
\\ ابحث في نافذة تراث \\
5_ النحو: تأثر نحو اللغة العربية بالنحو السرياني وذلك أن أبا الأسود الدؤلي الذي يعتبر منشئ النحو العربي كان قد ذهب إلى الكوفة وتعلم الفصاحة السريانية. كما يخبرنا المؤرخ التركي أحمد (استعان بالسريان في أول نحو نظمه في اللغة العربية. كتاب التاريخ العام.ج5 ص 164
فنسج في نبويبه على المنوال السرياني. تاريخ أدب اللغة العربية ج1 ص241
وضع قواعده على نمط القواعد السريانية. فجر الإسلام ص183
ويقول أحمد امين /كان طبيعيا أن ينشأ علم النحو في العراق.... لأن الآداب السريانية كانت في العراق قبل الإسلام /.
في مجال الترجمة: تم نقل الإنجيل للسريانية لنسخ عديدة، ففي أواخر القرن الأول أنجز جماعة من اليهود المتنصرين ترجمة إلى السريانية عرفت بالبسيطة ثم ترجمة أخرى عرفت بالسيطة ثم ترجمة أخرة عرفت بالسبعينية.
وقد أحظى الأب بولات مرتان خمسا وخمسين نسخة سريانية من الكتاب المقدس مكتوبة في القرن الخامس والسادس والسابع يقابلها 22 نسخة لاتينية و10 نسخ يونانية
وقد قام الملفان دانيال السرياني والأستاذ سيروب الأرمني على إبداع الكتابة الأرمنية وقاموا بنقل الإنجيل للغة الأرمنية عام 404 م.
جهود العلماء السريان الأوائل
كثيراً ما غالى المؤلفون فنسبوا كل فكر وعلم الى الحضارة اليونانية نحن لا ننكر فضل الأغريق على الحضارة العالمية , لكننا نود تعميم حقيقة جلية مفادها لولا حضارة وادي الرافدين العريقة والسباقة لما كانت الحضارة العالمية.
إن للسريانية وأدبها فضلاً كبيراً ليس في أيصال الفكر اليوناني ونقل تراث الأغريق إلى الشرق والعرب وحسب فهذه حقيقة قائمة لا يختلف فيها أثنان إنما الفضل كل الفضل في صيرورة السريان حلقة وصل بين الحضارات النهرينية القديمة والتراث اليوناني.
أن السريان قاموا بنقل حضارتهم القديمة إلى الأغريق ليطوروها ثم يتعرف السريان الحضاريين على هذه الحضارة المتطورة وينقلوها للعرب في العهدين الأموي والعباسي.
وعند أحتلال اليونان لهذه الأراضي حتى في أيام حكم السلوقيين والبيزنطيين فرضت اليونانية
نفسها كلغة رسمية لاغير على الرقعة التي كانت واقعة تحت حكمها.
لكن بقيت اللغة السريانية هي المسيطرة ولاسيما في القرى والأرياف والجبال.
واستمر الشعب ينطق بلهجاته المشرقية القديمة ومنها الورث.
حتى أن أنشقاق الكنيسة المشرقية لفئتين فئة تقول بالطبيعة الواحدة وفئة بالطبيعتيين هي التأثرالشديد بالفلسفة اليونانية.
فالنساطرة تأثوا بفلسفة أرسطو.والأرثوذكس تأثروا بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة وذلك بسبب التأثر المباشر لمصنفات ديودور الطرسوسي ونيودورس اسقف مصيصة.
إحدى أشكال نشر الثقافة كانت الرهبنة:
أولاً: الأديرة:الدير مركز ديني يبنى بين الضيع(القرى)،يجمع بين هذه الضيع ويقف بوجه المدينة كقوة أخرى.لأن أهل الضيع فقراء لاعمل لهم. الأديرة تجمعهم. كانت هناك بعثات تبشيرية يقوم بها الرهبان مع مجموعة من أهالي هذه الضيع إلى مناطق أخرى يسكنون (200-300)شخص فيها وينشرون ثقافتهم وتقاليدهم فيها أولاً: الدينية وبشكل ثانوي الثقافة والتراث السرياني المحمول معها حتى وصلت إلى الصين والهند.
ولهذا كانت الأديرة مراكز ثقافية علمية قوية لأنها تعتبر مركز ومجمع للناس والشعب وملجأ لهم. وقد أشاد المستشرقون بالحياة الرهبانية ورفعوا كثيراً من شأنها:
قال المستشرق قوبوس الأمريكي ((إن مجالاًمهماً وواسعاً للبحث قد أهمل وهو تاريخ الحياة الرهبانية السريانية التي تتجسد في حياة الأديرة السريانية إن هذه الظاهرة لاتعتبر فصلاً مهماً من تاريخ المسيحية السريانية فحسب بل أن أهميتها أبعد من أن تستقصى وهي باعث روحي تعمل ليس فقط ضمن نطاق السريان الشرقيين بل أنه أثر كذلك في نواحي عديدة من تاريخ الحضارة وفي ميدان الثقافة السامية واللاسامية في الشرق الأوسط وفي أسيا الوسطى والشرقية وحتى في أفريقيا)).
*حادثة صغيرة: ملك فارسي مورش في القرن السادس خلع من الحكم وهرب إلى فيانل الروز التركية. ويقول وجدت هناك بين القبائل جماعات سريانية لاخلقدونيين يعلمون الروز كيف ينبتون القمح ويزرعون الأرز
في مجال الطب
ففي مجال الطب نذكر بعض الأمور:
وصف المظاهر المرضية التشخيصية عند الأطباء السريان في مخطوطات:
_ السل في الرئة _ اليرقان _ الآلام المرارة._ السل المعوي _ القرحة _ الباسور.
_ التهاب الجنسي _ انسداد الأمعاء _ السكتة القلبية _التهاب الرئة والقصبات
_ التهاب الأذن الوسطى _ السيلان البني _ألام الكلى والمثانة
الحية رمز للشفاء:
راجع ملحمة جلجامش.
دفع الأطباء السريان لجعل الحية رمزاً للشفاء حتى يومنا هذا حيث أصبحت الحية رمزاً للطب.
علم الأدوية والنباتات.
العالم الأنكليزي ((كامبل تومبسون , استاذ مساعد في المتحف البريطاني أهدر عشرين سنة من حياته لدراسة الألواح الطبية المسمارية التي وجدت في نينوى وأظهر خلال ذلك إلى الوجود كتاباً سماه (نصوص سريانية طبية اصلية في المتحف البريطاني).
ثم كتاب يتضمن اسماء الأدوية سماه (الهربال السرياني) لقد نجح هذا الكتاب بحل رموز لا يقل عن / 250 / اسم نبات ومادة كانت تستعمل في بلاد الرافدين لامراض طبية.
مثال: أهم مادة دوائية طبية عرفها الأطباء السريان هي مادة البلادونا (نبات السدة الحسناء) لأول مرة في تاريخ الطب التي مالبثت أن غزت العالم كله وكانت تسمى باسماء مختلفة.(مسببة الإنفعال) و(مسببة الموت) و(مسببة النوم). وعرفت من تأثيراتها ما يلي:
1- انهاء التشنجات في المرارة والكلية والأمعاء والأعضاء الأخرى.
2- بالكميات الكبيرة تسبب الأنفعالات ثم أغماء وبالكميات الصغيرة تحسن ويزيل السم.
3- ضد السعال , وازدياد اللعاب. تزال الحصى من المثانة والكلى.
أن تأثيرات نبات السيدة الحسناء عرفت حديثاً عام / 1951 / على يد طبيب. / ألطونيان /
مخطوطة سريانية تحت رقم 25 مكتوبة عليها كتاب طبي محفوظ في مكتبة كنيسة السريان الأرثوذكس _ حي السريان القديم بحلب _ المسأول عنها سيادة المطران مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب وتوابعها.
المخطوطة باللغة العربية والحرف السرياني / الكرشوني / لا تاريخ للمخطوطة ولا اسم لناسخها لكن بحسب تقديرات المختصين تعود الى القرن السادس عشر ويظهر من خلال المقدمة إن جامع المعلومات وصاحب المؤلف هو صالح الموصللي وواضح ان الكتابجمع في العهد العثماني وهذا واضح من المقدمة.وهذه المخطوطة تضع فصول فيها امراض معينة مع اعراضها وكيفية علاجها نذكر الأن أهم فصول هذه المخطوطة:
- فصل في تدبير الأطفال. - فصل في الأسنان.
- فصل في أمراض الأطفال. - فصل في النزلة والسعال وضيق النفس.
- فصل في الورم الحاد في الرأس. - فصل في القيء العارض للأطفال.
- فصل في الصرع وام الصبيان. - فصل في الأسهال العارض للأطفال.
- فصل في تشنج الأطفال الرعي. - فصل في الديدان.
- فصل في حصاة المثانة. - فصل في خروج المعدة.
- فصل في البول الفراشي. - فصل في خروج السرة.
ومن الجدير بالذكر أن شريعة حمورابي. تضمنت نصوصاً تشريعية تتعلق بممارسة الطب قانونياً. وهذه النصوص تحمل المواد رقم (مادة رقم 215- 216 - 217 - 218
221- 222 -224).
بعد اكتشاف هذه القوانين 1902 لم يعد أي شك أنه وجد عند السريان طبقة أطباء يجب أن تكون من الأهمية بمكان حتى حمل حمورابي ليدخلها في شريعته.
والى جانب سن العقوبات للأستحقاق والأخطاء التي يقع فيها الأطباء فقد سن تنظيم دفع اجور كبيرة للأطباء وهو أول تنظيم أجور للأطباء عرفه التاريخ.
استعمال الموسيقى في الطب عند السريان.
صرح الأستاذ وليد غلمية / موسيقار وفنان لبناني له عدة مؤلفات موسيقية /.
في محاضرته عن الموسيقى والفلكلور إن المادة التي يجب أن تعتمد عليها الموسيقى في مجتمعنا وحتى تكون قريبة من نفسية هذا الشعب وحتى نعطي للعالم صورة رائعة وجميلة وأنيقة عن موسيقانا هذه المادة التي يجب أن تعتمد على الفلكلور الشعبي لبلا د ما بين النهرين فهذا الفلكلور هو وحده الذي يمكن له إعطاء صورة حقيقية ورقية عن موسيقانا وثقافتنا الحضارية وثبت أن بلاد ما بين النهرين كانت بالقديم منبع الموسيقى ومصدرها الوحيد فقد ثبت من الحفريات وغيرها ما يلي:
1_ هناك أسطورة فرعونية تقول بأن أحد الفراعنة مصر أرسل وفداً موسيقياً برئاسة وزير ليأتي له بقصب يغني من بلاد الرافدين.
2_ وأسطورة يابانية تذكر الشيء نفسه.
3_ وقصة صينية بإرسال أحد أباطرة الصين وأحداً من وزرائه مع وفد ليأتي له بقصب يغني.
4_ لوحة رائعة من الغضار عليها فرقة موسيقية شباباً وفتيات مع آلاتهم يعزفون القطع الموسيقية.
وفي عصرنا المتقدم وبعد الميلاد كان الملفان مار افرام السرياني أول من أدخل اللحن للكنيسة وأول من ألف فرقة كورال تضم شباباً وفتيات.
محمد مرجى حريري
محمد مرجى حريري
Admin

عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 47
الموقع : https://samiat.rigala.net

https://samiat.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى